ange[color=orange]][color:b6f4=[size=24]orange]
رُوِيَ عَنْ زرارة أنه سُئل الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) عن بدء النسل من آدم على نبينا و آله و عليه السلام كيف كان ؟ و عن بدء النسل من ذرية آدم فإن أناسا عندنا يقولون إن الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته بنيه و إن هذا الخلق كله أصله من الإخوة و الأخوات ؟
فقال أبو عبد الله ( عليه السَّلام ) تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، يقول من قال هذا بأن الله عَزَّ و جَلَّ خلق صفوة خلقه و أحباءه و أنبياءه و رسله و المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من حرام ! و لم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال و قد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب !....
ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم و كيف كان بدء النسل من ذريته .
فقال : إن آدم ( عليه السَّلام ) وُلِدَ له سبعون بطناً في كل بطن غلام و جارية إلى أن قُتل هابيل ، فلما قتل قابيلُ هابيلَ جزع آدم على هابيل جزعاً قطعه عن إتيان النساء ، فبقي لا يستطيع أن يغشى حواء خمسمائة عام ، ثم تخلى ما به من الجزع عليه فغشي حواء فوهب الله له شيثاً وحده ليس معه ثاني ، و اسم شيث هبة الله ، و هو أول وصي أوصي إليه من الآدميين في الأرض ، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثاني .
فلما أدركا و أراد الله عَزَّ و جَلَّ أن يبلغ بالنسل ما ترون و أن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عَزَّ و جَلَّ من الأخوات على الإخوة ، أنزل بعد العصر في يوم الخميس حَوراء من الجنة اسمها بركة ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم أن يزوجها من شيث فزوجها منه ، ثم نزَّل بعد العصر من الغد حَوراء من الجنة اسمها منزلة ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام و ولد ليافث جارية ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين و المرسلين من نسلهما و معاذ الله أن ذلك على ما قالوا من الإخوة و الأخوات " .
تحياتي
انوار البتول
أبناء آدم
[عدل] قابيل وهابيل
قابيل هو أول أبناء آدم.
يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. ذكر القرآن في سورة (المائدة):
[[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ]](28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه مثلما فعل الغراب.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
[عدل] شيث
هو أحد أبناء آدم ورد ذكره في التوراة على أنه أحد الانبياء ولم يرد ذكره في القرآن. يحتاج مصدر
[عدل] بقية نسل آدم
مهلاييل، قيل انه من سلالة شيث اخر أبناء آدم ومهلاليل هو قائد الاقاليم السبعة. هو الذي كون أول جيشا من البشر يحارب بهم مردة وغيلان الجن وطردهم لاطراف الأرض.((المصدر البداية والنهاية لابن كثير))
بعد مرور فترة من الوقت حملت وأنجبت من ذلك الحمل ولداً أسمته (( هابيل )) وبنتاً اسمها (( غارورا )) والذكر كان أجمل من
الأنثى ومرة أخرى أنجبت ولداً وبنتاً وكان اسم الولد (( قابيل )) ولكن الأنثى كانت أجمل من الذكر في هذه المرة ، وهكذا فقد أنجبا مائة وعشرين ولداً .
الوارد عن أهل بيت النبوة في أمر زواج آدم من حواء ما مضمونه هو ان الله سبحانه وتعالى لما خلق آدم (عليه السلام) من تراب ونفخ فيه من روح وأسجد له ملائكته ، غلب عليه النوم ، ففي حال نومه خلق الله تعالى حواء كما خلق آدم من طين من جنس طينة آدم أو من فاضل طينته ، وجعلها الى جانبه ملتصقة به . فلما أوجد الله فيها الروح أخذت تتحرك فانتبه آدم الى تحركها فنوديت ان تنحّي عنه ، فلما نظر آدم اليها نظر الى خلق حسن يشبه صورته غير أنها أنثى فكلهما فتكلمت بلغته ، فقال لها : من أنت ؟ فقالت : خلق خلقني الله كما ترى . فخاطب آدم ربه وقال : يا رب من هذا الخلق الذي آنسني قربه والنظر إليه ؟ فقال الله تعالى : هذه أمتي حواء أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لأمرك ؟
فقال آدم : نعم يا رب ولك بذلك الشكر والحمد ما بقيت .
فقال الله تعالى : اخطبها مني لنفسك فانها أمتي وانها الصالحة للشهوة أيضاً . وقد ألقى الله عليه الشهوة ، فقال : يا رب فإني أخطبها منك لنفسي فما رضاك بذلك ؟ فقال سبحانه وتعالى : رضائي أن تعلمها معالم ديني . فقال آدم لك ذلك علي يا رب ان شئت ذلك . فقال سبحانه وتعالى : لقد شئت وقد زوجتك إياها على ما شرطت عليك فضمها إليك . فقبل آدم بذلك ورضي ثم قال آدم لها : أقبلي إليّ ، فقالت : بل أنت اقبل إليّ فأمر الله عزوجل آدم ان يقوم إليها فقام إليها، ولو لا ذلك لكانت النساء هن يذهبن الى الرجل ويخطبن لأنفسهن ، وهذه قضية زواج آدم وحواء .
وعندما بلغ أولاد آدم مبلغاً من العمر لم يجدوا من يختارون للزواج ، وهنا صدر الأمر بأن يتزوج أنثى البطن الاحق من ذكر البطن السابق وبالعكس فلا يحلل للأخ أخذ أخته التي ولدت معه من بطن واحدة وبذلك أصبحت أخت قابيل زوجة لهابيل وبالعكس فإن أخت هابيل أصبحت زوجة لقابيل وبذلك صار أولادهم أولاد عمومة . وطلب آدم أولاده وأبلغهم الأمر ، لكن قابيل لم يستجب لهذا الأمر وقال : ان أخت هابيل غير جميلة . فقال آدم : لا مناص لنا إلا أن نتمثل لهذا الأمر وقد أبلغنا الله سبحانه وتعالى بأن الجمال شيء زائل ويجب أن يبقى هذا الأمر متعارفاً لدى الناس لكي يرتبط الناس ويزداد التقارب في هذه الدنيا ولدرء الشك نلجأ الى القرعة لتعلموا ان هناك فرق بين أمر الله سبحانه وتعالى وما تهواه أنفسنا . وأمر آدم أولاده بأن يأتي كل واحد منهم شيئاً عزيزاً من كده يقربه قرباناً ويضعه في مكان مرتفع لنرى أيكما يقبل قربانه فسيحظي بالجميلة من البنات .
وكان هابيل صاحب غنم فأتى بأفضل كباشه ، وكان قابيل فلاحاً فأتى بكمية رديئة من القمح ووضعا قربانهما في مرتفع من الأرض ودعا آدم ربه بأن تنـزل النار وتحرق القربان المقبول كعلامة للقبول ونزلت النار من السماء وأحرقت قربان هابيل ولم تقرب قربان قابيل ، وانما تقبل قربان هابيل لأنه جاء بأفضل كبش عنده بينما قابيل جاء بحنطة رديئة حيث ان الله يعلم كل شيء ولا تخفى عليه الحيل .
وبعد ذلك تزوج هابيل أخت قابيل أما قابيل فقد تزوج أخت هابيل ولكن قابيل كان غير راضٍ من الذي حدث وضمر لهابيل حقداً في قلبه وكانت أول عداوة بين أولاد آدم منشأها النساء والجمال .
قال تعالى في كتابه المجيد :
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ).
ولكن الوارد عن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة (عليهم السلام) هو منع زواج الأخوة من اخواتهم وإنكاره أشد الإنكار ، وان سائلاً سأل الإمام الصادق (عليه السلام) وقد أظهر السائل له من ان هذا الخلق كله أصله من الأخوة والأخوات . فقال (عليه السلام) : سبحان الله وتعالى عما يقولون علواً كبيراً ، أيقول من يقول ان الله تعالى جعل صفوة خلقه وأنبيائه من الحرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال ، والله لقد نبئت ان بعض البهائم تنكرت له اخته فنـزى عليها فلما عرفها ونزل عن ظهرها وكشف له عن حقيقة حالها وانها اخته أخرج ذكره ثم قبض عليه بأسنانه حتى انفصل ثم خرّ ميتاً ... .
ثم أخذ يبيبن كيفية بدء النسل من آدم (عليه السلام) وذريته وأنه ولد قابيل فلما أدرك وبلغ أظهر الله تعالى جنية من ولد الجان يقال لها (( جهانة )) في صورة إنسية فلما رأها قابيل أحبها فأوحى الله تعالى الى آدم حورية من الجنة واسمها (( نزلة )) فلما رآها هابيل أحبها فأوحى الله تعالى الى آدم أن يزوجها من هابيل ففعل ذلك ، فكانت (( نزلة )) الحوراء زوجة لهابيل ابن آدم وكانت (( جهانة )) ابنة الجان زوجة لقابيل ابن آدم وكان النسل منهما ....
ويوماً قال قابيل لهابيل : لقد وقع علي الظلم وغداً سيفتخر أولادك على أولادي بأن أبونا تقبل الله قربانه وأبوكم لم يقبل قربانه .
فقال له هابيل : أنا لا دخل لي فيما جرى يا أخي وإذا ما بسطت يدك لي لتقتلني فما أنا بباسط يدي إليك وإذا قتلتني فسوف تكون من الظالمين ، وجزاء الظالمين نار جهنم . ولكن قابيل لم يكترث لكلام هابيل وأخذ وينظر إليه نظرة عداء ويبحث عن طريق الإيقاع به .
ويوماً من الأيام جاء إبليس بحجر وحيّة وألقى الحية على الأرض وأخذ ويضرب رأسها بالحجر بمرأي من قابيل الى أن قتلها ، فتعلم قابيل من إبليس ، واغتنم أول فرصة وانقضّ بالحجر على رأس هابيل ضرباً حتى قتله ، وتملكته الحيرة ولم يدر ماذا يصنع كي يخفي جريمته حتى لا يطّلع آدم علي ذنبه ، وفي الأثناء كان هناك غرابان يقتلان حيث قتل أحدهما الآخر وحفر له حفرة بمنقاره وأخذ يواريه فيها ، وتعلم قابيل من الغراب كيف يحفر حفرة ويدفن فيها أخاه هابيل حيث كان مضطرباً وخائفاً . وتفقد آدم هابيل وسأل عنه من قابيل فأجابه : بأنه لا يدري وهو ليس مسؤولاً عنه ، لكن جبرائيل أخبر آدم بالأمر فقام آدم بطرد قابيل ونفيه وقال له : بما أنك ارتكبت جريمة القتل فسوف لن ترى الراحة والاطمئنان أبداً .
أما آدم وحواء فقد تملكهما الحزن لسنوات طويلة على ولدهما هابيل وقد سلّط الله سبحانه وتعالى أولاد هابيل على قابيل .
وأما قابيل فقد ابتعد عن اخوانه واخواته وبقي يبكي ندماً وحزناً على فعلته . وأخذ إبليس يسلّي قابيل بقوله : ان المشكلة نشأت من أن هابيل كان يعبد النار لذلك تقبلت النار قربانه وأنت إذا أردت أن تستقر بعد هذا فعليك أن تعبد النار ، فخدعه بهذا الكلام وأصبح من عبدة النار وأخذ يدعو من يراه من بني آدم لعبادة النار ومن ذلك الحين بدأت عبادة النار .
لقد جرّب إبليس حيلته الكبرى ورأى ان أفضل طريق لاضلال الناس هو أن يدعوهم لعبادة شيء غير الله واذا ما فعلوا ذلك عندها سيتقبلون كل شيء يعرض عليهم حيث ان الكفر يعتبر أرضية لنشر الفساد .
او الوارد عن أهل بيت العصمة والرسالة (عليهم السلام) ما مضمونه ان الله سبحانه وتعالى أمر آدم (عليه السلام) ان يضع مواريث النبوة والعلم عند هابيل ويعلمه بما أمر الله تعالى به وما نهى عنه ، فلما فعل ذلك وعلم قابيل بما جرى غضب واعترض أباه قائلاً : ألست أنا الأكبر من هابيل وأنا الأحق بهذا الأمر ومن الأحرى أن تقدمني على أخي هابيل ؟ فقال له : يا بني ان الأمر لم يكن بيدي وانه بيد الله وان الله تعالى هو الذي خصه بما فعلت ولم أفعله عن أمري ، فإن لم تصدقني فقربا قرباناً فأيكما تقبل الله تعالى قربانه فهو أولى بافضل واعطاء مواريث النبوة . وكان قبول القربان في ذلك العهد هو ان تنـزل عله النار من المساء فتحرقه . وكان قابيل صاحب زرع فقرب قمحاً رديئاً وكان هابيل فغضب قابيل غضباً شديداً وأتاه إبليس اللعين ووسوس له وقال: لو أتاكما ذرية وأولاداً وكثر نسلكما فلابد ان يفتخر أولاد هابيل على أولادك بقبول قربان أبيهم هابيل وعدم قبول قربانك وبأن الله تعالى قد خص هابيل بمواريث النبوة دونك ، وهذا أمر يسبب القلق والذل لأولادك ولئن قتلته قطعت نسله وأرحت أولادك من هذه المصائب وتحمل هذه الشدائد ولم يجد أبوك من يخصه بالمواريث سواك فتفوز بفضلها ، فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله .
وأما آدم فكان عمره طويل جداً وعندما حضرته الوفاة بعد مرض طال واحداً وعشرين يوماً جمع مجموعة من أولاده وأوصاهم بذكر الله واتباع الطريق المستقيم وخلف بعده ولده شيث ورحل من الدنيا وكان أولاده في ذلك الوقت قد انقسموا الى مجموعتين أكثرهم يعبدون الله سبحانه وتعالى والباقي يعبدون النار ، والذين يعبدون النار كانوا يعتبرون قابيل عالماً وكيّساً ، وكان شيث كلما أسدى النصح لجماعة لجلبهم الى الطريق المستقيم تضلّ جماعة أخرى ويقعون في حبائل الشيطان .
وقد دفن آدم جبل الى قبيس وتوفيت حواء بعد سنة من وفاته ودفنت الى جانبه، وبعد طوفان نوح نقل قبر آدم الى بيت المقدس .
[/size]
رُوِيَ عَنْ زرارة أنه سُئل الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) عن بدء النسل من آدم على نبينا و آله و عليه السلام كيف كان ؟ و عن بدء النسل من ذرية آدم فإن أناسا عندنا يقولون إن الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته بنيه و إن هذا الخلق كله أصله من الإخوة و الأخوات ؟
فقال أبو عبد الله ( عليه السَّلام ) تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، يقول من قال هذا بأن الله عَزَّ و جَلَّ خلق صفوة خلقه و أحباءه و أنبياءه و رسله و المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من حرام ! و لم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال و قد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب !....
ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم و كيف كان بدء النسل من ذريته .
فقال : إن آدم ( عليه السَّلام ) وُلِدَ له سبعون بطناً في كل بطن غلام و جارية إلى أن قُتل هابيل ، فلما قتل قابيلُ هابيلَ جزع آدم على هابيل جزعاً قطعه عن إتيان النساء ، فبقي لا يستطيع أن يغشى حواء خمسمائة عام ، ثم تخلى ما به من الجزع عليه فغشي حواء فوهب الله له شيثاً وحده ليس معه ثاني ، و اسم شيث هبة الله ، و هو أول وصي أوصي إليه من الآدميين في الأرض ، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثاني .
فلما أدركا و أراد الله عَزَّ و جَلَّ أن يبلغ بالنسل ما ترون و أن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عَزَّ و جَلَّ من الأخوات على الإخوة ، أنزل بعد العصر في يوم الخميس حَوراء من الجنة اسمها بركة ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم أن يزوجها من شيث فزوجها منه ، ثم نزَّل بعد العصر من الغد حَوراء من الجنة اسمها منزلة ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام و ولد ليافث جارية ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين و المرسلين من نسلهما و معاذ الله أن ذلك على ما قالوا من الإخوة و الأخوات " .
تحياتي
انوار البتول
أبناء آدم
[عدل] قابيل وهابيل
قابيل هو أول أبناء آدم.
يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. ذكر القرآن في سورة (المائدة):
[[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ]](28) (المائدة)
لاحظ كيف ينقل إلينا الله كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه مثلما فعل الغراب.
قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.
[عدل] شيث
هو أحد أبناء آدم ورد ذكره في التوراة على أنه أحد الانبياء ولم يرد ذكره في القرآن. يحتاج مصدر
[عدل] بقية نسل آدم
مهلاييل، قيل انه من سلالة شيث اخر أبناء آدم ومهلاليل هو قائد الاقاليم السبعة. هو الذي كون أول جيشا من البشر يحارب بهم مردة وغيلان الجن وطردهم لاطراف الأرض.((المصدر البداية والنهاية لابن كثير))
بعد مرور فترة من الوقت حملت وأنجبت من ذلك الحمل ولداً أسمته (( هابيل )) وبنتاً اسمها (( غارورا )) والذكر كان أجمل من
الأنثى ومرة أخرى أنجبت ولداً وبنتاً وكان اسم الولد (( قابيل )) ولكن الأنثى كانت أجمل من الذكر في هذه المرة ، وهكذا فقد أنجبا مائة وعشرين ولداً .
الوارد عن أهل بيت النبوة في أمر زواج آدم من حواء ما مضمونه هو ان الله سبحانه وتعالى لما خلق آدم (عليه السلام) من تراب ونفخ فيه من روح وأسجد له ملائكته ، غلب عليه النوم ، ففي حال نومه خلق الله تعالى حواء كما خلق آدم من طين من جنس طينة آدم أو من فاضل طينته ، وجعلها الى جانبه ملتصقة به . فلما أوجد الله فيها الروح أخذت تتحرك فانتبه آدم الى تحركها فنوديت ان تنحّي عنه ، فلما نظر آدم اليها نظر الى خلق حسن يشبه صورته غير أنها أنثى فكلهما فتكلمت بلغته ، فقال لها : من أنت ؟ فقالت : خلق خلقني الله كما ترى . فخاطب آدم ربه وقال : يا رب من هذا الخلق الذي آنسني قربه والنظر إليه ؟ فقال الله تعالى : هذه أمتي حواء أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لأمرك ؟
فقال آدم : نعم يا رب ولك بذلك الشكر والحمد ما بقيت .
فقال الله تعالى : اخطبها مني لنفسك فانها أمتي وانها الصالحة للشهوة أيضاً . وقد ألقى الله عليه الشهوة ، فقال : يا رب فإني أخطبها منك لنفسي فما رضاك بذلك ؟ فقال سبحانه وتعالى : رضائي أن تعلمها معالم ديني . فقال آدم لك ذلك علي يا رب ان شئت ذلك . فقال سبحانه وتعالى : لقد شئت وقد زوجتك إياها على ما شرطت عليك فضمها إليك . فقبل آدم بذلك ورضي ثم قال آدم لها : أقبلي إليّ ، فقالت : بل أنت اقبل إليّ فأمر الله عزوجل آدم ان يقوم إليها فقام إليها، ولو لا ذلك لكانت النساء هن يذهبن الى الرجل ويخطبن لأنفسهن ، وهذه قضية زواج آدم وحواء .
وعندما بلغ أولاد آدم مبلغاً من العمر لم يجدوا من يختارون للزواج ، وهنا صدر الأمر بأن يتزوج أنثى البطن الاحق من ذكر البطن السابق وبالعكس فلا يحلل للأخ أخذ أخته التي ولدت معه من بطن واحدة وبذلك أصبحت أخت قابيل زوجة لهابيل وبالعكس فإن أخت هابيل أصبحت زوجة لقابيل وبذلك صار أولادهم أولاد عمومة . وطلب آدم أولاده وأبلغهم الأمر ، لكن قابيل لم يستجب لهذا الأمر وقال : ان أخت هابيل غير جميلة . فقال آدم : لا مناص لنا إلا أن نتمثل لهذا الأمر وقد أبلغنا الله سبحانه وتعالى بأن الجمال شيء زائل ويجب أن يبقى هذا الأمر متعارفاً لدى الناس لكي يرتبط الناس ويزداد التقارب في هذه الدنيا ولدرء الشك نلجأ الى القرعة لتعلموا ان هناك فرق بين أمر الله سبحانه وتعالى وما تهواه أنفسنا . وأمر آدم أولاده بأن يأتي كل واحد منهم شيئاً عزيزاً من كده يقربه قرباناً ويضعه في مكان مرتفع لنرى أيكما يقبل قربانه فسيحظي بالجميلة من البنات .
وكان هابيل صاحب غنم فأتى بأفضل كباشه ، وكان قابيل فلاحاً فأتى بكمية رديئة من القمح ووضعا قربانهما في مرتفع من الأرض ودعا آدم ربه بأن تنـزل النار وتحرق القربان المقبول كعلامة للقبول ونزلت النار من السماء وأحرقت قربان هابيل ولم تقرب قربان قابيل ، وانما تقبل قربان هابيل لأنه جاء بأفضل كبش عنده بينما قابيل جاء بحنطة رديئة حيث ان الله يعلم كل شيء ولا تخفى عليه الحيل .
وبعد ذلك تزوج هابيل أخت قابيل أما قابيل فقد تزوج أخت هابيل ولكن قابيل كان غير راضٍ من الذي حدث وضمر لهابيل حقداً في قلبه وكانت أول عداوة بين أولاد آدم منشأها النساء والجمال .
قال تعالى في كتابه المجيد :
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ).
ولكن الوارد عن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة (عليهم السلام) هو منع زواج الأخوة من اخواتهم وإنكاره أشد الإنكار ، وان سائلاً سأل الإمام الصادق (عليه السلام) وقد أظهر السائل له من ان هذا الخلق كله أصله من الأخوة والأخوات . فقال (عليه السلام) : سبحان الله وتعالى عما يقولون علواً كبيراً ، أيقول من يقول ان الله تعالى جعل صفوة خلقه وأنبيائه من الحرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال ، والله لقد نبئت ان بعض البهائم تنكرت له اخته فنـزى عليها فلما عرفها ونزل عن ظهرها وكشف له عن حقيقة حالها وانها اخته أخرج ذكره ثم قبض عليه بأسنانه حتى انفصل ثم خرّ ميتاً ... .
ثم أخذ يبيبن كيفية بدء النسل من آدم (عليه السلام) وذريته وأنه ولد قابيل فلما أدرك وبلغ أظهر الله تعالى جنية من ولد الجان يقال لها (( جهانة )) في صورة إنسية فلما رأها قابيل أحبها فأوحى الله تعالى الى آدم حورية من الجنة واسمها (( نزلة )) فلما رآها هابيل أحبها فأوحى الله تعالى الى آدم أن يزوجها من هابيل ففعل ذلك ، فكانت (( نزلة )) الحوراء زوجة لهابيل ابن آدم وكانت (( جهانة )) ابنة الجان زوجة لقابيل ابن آدم وكان النسل منهما ....
ويوماً قال قابيل لهابيل : لقد وقع علي الظلم وغداً سيفتخر أولادك على أولادي بأن أبونا تقبل الله قربانه وأبوكم لم يقبل قربانه .
فقال له هابيل : أنا لا دخل لي فيما جرى يا أخي وإذا ما بسطت يدك لي لتقتلني فما أنا بباسط يدي إليك وإذا قتلتني فسوف تكون من الظالمين ، وجزاء الظالمين نار جهنم . ولكن قابيل لم يكترث لكلام هابيل وأخذ وينظر إليه نظرة عداء ويبحث عن طريق الإيقاع به .
ويوماً من الأيام جاء إبليس بحجر وحيّة وألقى الحية على الأرض وأخذ ويضرب رأسها بالحجر بمرأي من قابيل الى أن قتلها ، فتعلم قابيل من إبليس ، واغتنم أول فرصة وانقضّ بالحجر على رأس هابيل ضرباً حتى قتله ، وتملكته الحيرة ولم يدر ماذا يصنع كي يخفي جريمته حتى لا يطّلع آدم علي ذنبه ، وفي الأثناء كان هناك غرابان يقتلان حيث قتل أحدهما الآخر وحفر له حفرة بمنقاره وأخذ يواريه فيها ، وتعلم قابيل من الغراب كيف يحفر حفرة ويدفن فيها أخاه هابيل حيث كان مضطرباً وخائفاً . وتفقد آدم هابيل وسأل عنه من قابيل فأجابه : بأنه لا يدري وهو ليس مسؤولاً عنه ، لكن جبرائيل أخبر آدم بالأمر فقام آدم بطرد قابيل ونفيه وقال له : بما أنك ارتكبت جريمة القتل فسوف لن ترى الراحة والاطمئنان أبداً .
أما آدم وحواء فقد تملكهما الحزن لسنوات طويلة على ولدهما هابيل وقد سلّط الله سبحانه وتعالى أولاد هابيل على قابيل .
وأما قابيل فقد ابتعد عن اخوانه واخواته وبقي يبكي ندماً وحزناً على فعلته . وأخذ إبليس يسلّي قابيل بقوله : ان المشكلة نشأت من أن هابيل كان يعبد النار لذلك تقبلت النار قربانه وأنت إذا أردت أن تستقر بعد هذا فعليك أن تعبد النار ، فخدعه بهذا الكلام وأصبح من عبدة النار وأخذ يدعو من يراه من بني آدم لعبادة النار ومن ذلك الحين بدأت عبادة النار .
لقد جرّب إبليس حيلته الكبرى ورأى ان أفضل طريق لاضلال الناس هو أن يدعوهم لعبادة شيء غير الله واذا ما فعلوا ذلك عندها سيتقبلون كل شيء يعرض عليهم حيث ان الكفر يعتبر أرضية لنشر الفساد .
او الوارد عن أهل بيت العصمة والرسالة (عليهم السلام) ما مضمونه ان الله سبحانه وتعالى أمر آدم (عليه السلام) ان يضع مواريث النبوة والعلم عند هابيل ويعلمه بما أمر الله تعالى به وما نهى عنه ، فلما فعل ذلك وعلم قابيل بما جرى غضب واعترض أباه قائلاً : ألست أنا الأكبر من هابيل وأنا الأحق بهذا الأمر ومن الأحرى أن تقدمني على أخي هابيل ؟ فقال له : يا بني ان الأمر لم يكن بيدي وانه بيد الله وان الله تعالى هو الذي خصه بما فعلت ولم أفعله عن أمري ، فإن لم تصدقني فقربا قرباناً فأيكما تقبل الله تعالى قربانه فهو أولى بافضل واعطاء مواريث النبوة . وكان قبول القربان في ذلك العهد هو ان تنـزل عله النار من المساء فتحرقه . وكان قابيل صاحب زرع فقرب قمحاً رديئاً وكان هابيل فغضب قابيل غضباً شديداً وأتاه إبليس اللعين ووسوس له وقال: لو أتاكما ذرية وأولاداً وكثر نسلكما فلابد ان يفتخر أولاد هابيل على أولادك بقبول قربان أبيهم هابيل وعدم قبول قربانك وبأن الله تعالى قد خص هابيل بمواريث النبوة دونك ، وهذا أمر يسبب القلق والذل لأولادك ولئن قتلته قطعت نسله وأرحت أولادك من هذه المصائب وتحمل هذه الشدائد ولم يجد أبوك من يخصه بالمواريث سواك فتفوز بفضلها ، فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله .
وأما آدم فكان عمره طويل جداً وعندما حضرته الوفاة بعد مرض طال واحداً وعشرين يوماً جمع مجموعة من أولاده وأوصاهم بذكر الله واتباع الطريق المستقيم وخلف بعده ولده شيث ورحل من الدنيا وكان أولاده في ذلك الوقت قد انقسموا الى مجموعتين أكثرهم يعبدون الله سبحانه وتعالى والباقي يعبدون النار ، والذين يعبدون النار كانوا يعتبرون قابيل عالماً وكيّساً ، وكان شيث كلما أسدى النصح لجماعة لجلبهم الى الطريق المستقيم تضلّ جماعة أخرى ويقعون في حبائل الشيطان .
وقد دفن آدم جبل الى قبيس وتوفيت حواء بعد سنة من وفاته ودفنت الى جانبه، وبعد طوفان نوح نقل قبر آدم الى بيت المقدس .
[/size]
الجمعة فبراير 21, 2014 11:28 am من طرف المبدع
» متى تخرج زكاة الفطر
الأربعاء أغسطس 07, 2013 3:24 pm من طرف المبدع
» كلام في الشوق . آشـتـآق لـك يـ ع ـنـي آح ـبـك
الجمعة أغسطس 02, 2013 2:29 pm من طرف المبدع
» الأهــم شــوق الـقـلــوب
الجمعة أغسطس 02, 2013 1:22 pm من طرف المبدع
» صحفي هندي عمل في المملكة يؤلف كتاباً حافلاً بالإتهامات بعنوان عبيد السعوديين
الجمعة أغسطس 02, 2013 5:05 am من طرف المبدع
» "العيد قرب وزارني بعض الأحساس"
الخميس أغسطس 01, 2013 3:00 pm من طرف المبدع
» ||..ْ..هاهو العام أوشك على الرحيل..لسنه 1433ْ..||
الجمعة نوفمبر 09, 2012 2:54 am من طرف المبدع
» القبض على عبدة شيطان سعوديين في حفلة بالرياض
الخميس أكتوبر 04, 2012 8:30 am من طرف المبدع
» بي ابى وامى افديك يارسول الله
الجمعة سبتمبر 14, 2012 5:08 am من طرف المبدع